نص يجيب ربما على سؤال لماذا لا يقيم فكر الملالي في إيران أي قيمة لحياة الأبرياء، ولم يكن لديهم أدنى مشكلة أخلاقية في ارتكاب ودعم كل تلك المجازر حول المنطقة خلال العقود الماضية.
نقل «نصر» حكاية رواها له مهدي حائري الذي درس التصوّف على يدي الخميني، ففي ليلة من أحلك سنوات الحرب، قصد حائري منزل أستاذه القديم وقلبه يعتصر ألماً، فوجد الخميني بمفرده متربعاً على سجادة في حديقته أمام بركة ماء صغيرة.
كان حائري مضطربًا أشد الاضطراب إزاء أهوال الحرب التي اشتملت على هجمات صاروخية على الأحياء المدنية في إيران والعراق. ففتح قلبه المثقل بالكآبة للخميني، وقال:
- حرام على المسلمين أن يقتلوا مسلمين. إن مئات الآلاف يموتون في حرب لا نهاية لها، ولا تخدم غاية نبيلة!
لم ينبس الخميني ببنت شفة إلى أن أنهى حائري كلامه. ثم ومن دون أن يلتفت إليه، سأله الخميني بنبرة هادئة ولكنها تأنيبية:
- أتلوم الله أيضًا إذا أرسل زلزالاً؟
صعق حائري لمقارنة الخميني نفسه ضمنًا بالعلي القدير فما كان منه إلا أن نهض وغادر المكان من دون أن يتفوه بكلمة واحدة.