عن مأساة العراق
تبعثر، فيما أحسب سيل الأحداث الجسام التي وقعت على أرض الرافدين، ولم ينصهر في إطار هوية جامعة، وما رُجحت أي من الروايات التاريخية والثقافية لسبكها في إطار ،قومي، أو وطني، وإنما، لكثرتها وتضاربها، فقد قوَّض بعضها بعضًا، وتفرقت بين الأعراق والمذاهب، فلم يقع الأخذ برواية متماسكة تصوغ المخيال العام المنتج لأمة أو وطن كما حدث في تركيا وإيران الجارتين؛ حيث لعب الموروث الحربي دورًا في صوغ هوية الأولى، وبلور التراث الأدبي الملامح العامة لهوية الثانية، ولهذا ارتسم التصدّع في العراق نتيجة لغياب الروادع الاعتبارية الكبرى التي تحول دون أن تختطف التطرُّفاتُ العِرقية والمذهبية البلاد إلى غير ما أن تكون فيه. ولم تكن كركوك في منأى عن ذلك.
~ أمواج، عبدالله إبرهيم
انضم إلى النشرة البريدية، لتصلك جميع شذرات الأسبوع مرة واحدة كل يوم جمعة.